سائق السرفيس. .حضارة وأخلاق واحترام ... بقلم : ماجد الشاطر م

master الإثنين أغسطس 13, 2007 5:27 am

إن المهرجانات هي من أروع الأشياء التي يمكن أن تحرك المشاعر داخل النفس البشرية وأحد أروع هذه المهرجانات هي مهرجانات الركاب بالبرامكة ليلاًً..فهو مهرجان رياضي وثقافي وحضاري تقدمي نسبق به كل دول العالم...تقريباً

انا اتكلم عن هذه الجمهرة بانتظار السرافيس امام مجمع الأمويين ليلاً فهي جمهرة متنوعة صغار وشباب فتيان وفتيات وحتى الرضع كل ذنبهم أنهم وجدوا أنفسهم يسكنون مناطق مثل الحجر الأسود و سبينة ومناطق أخرى و أروع مايمكن أن تلاحظ على وجوههم هو الأمل.......فكلما اقترب سرفيس تراكضت هذه الجماهير ( مهرجان رياضي ) ويتزايد الوضع أحياناً ليصل إلى النعر و الدفش و حركات رياضية أخرى يصعب شرحها... وتبدأ عندها المبارزات الثقافية بين السائق والراكب مثل ( شوي شوي ياشباب, اللي ما معو فراطة لايطلع, ما بدي عجايز تطلع معي....) وكل سائق ممكن يضيف مشاركاته الخاصة ويغني هالمبارزات إذا كنت يا سيدي القارئ عم تتسائل شو سبب هالمهرجان فاسمحلي اعطيك ( بعض ) الأجوبة واسمحلي انوا إختصرها على خط الحجر الأسود و السبب هو الباع الطويل بهذا المهرجان بالإضافة إلى الإحتراف لدى كل من السائق و الراكب فيه.

أغلب السائقين ما بيوصلوا لآخر الخط وخصوصاً في ساعات الإزدحام ( الصباح الباكر , منتصف الظهيرة , المساء بأكمله ) و إنما يؤشر بإصبه بحركة دائرية صارت مفهومة لكل ركاب المنطقة ومعناها لساحة البوابة فقط ( ساحة الأشمر ) ولملاحقة التطور انتقلوا إلى مرحلة شارع الثلاثين ( من الحجر الأسود إلى شارع الثلاثين فقط ومن ثم العودة ) و السبب أنه يوجد عدد كافي من الركاب على شارع الثلاثين فكل ما يتطلبه الأمر هو الوقوف ( بشكل ممنوع طبعاً ) على زاوية شارع الثلاثين لمدة خمس دقائق على الأكثر حتى يمتلئ السرفيس بالركاب و لكن انني أفتخر بهذه الحفنة من السائقين فبخطوة غير مسبوقة انتقلوا الى الإلتفاف عند بداية الحجر الأسود ( سوق السيارات ) وبذلك سجلوا سابقة فريدة تحسب لهم فلم يعد طول الخط بالنسبة لهم يتجاوز 10% إلى 15% فقط من طول الخط الرسمي وبنفس الأجرة وللذي يتسائل عن مشاركة الشرطة فأقول له أن بعض الشرطة لديهم سرافيس تعمل على الخط وتنافس بهذه الظاهرة بقوة فلا أعتقد بأن هناك تظاهرة حضارية تماثل تظاهرة الركاب على الموقف مثل بلدنا الحبيب

ولنا الفخر بأن المتنافسين من السائقين ( أغلبهم ) لايملكون شهادة قيادة عامة ولايملكون أدنى مستويات التعليم ولايملكون مصلحة ومع هذا يبدعون وعندما يناقشه الراكب ( صدقوني ) ينال نصيب غير قليل من الشتائم والمسبات ( وذلك في حال انتهى الموضوع من غير ضرب ) وأغلب هؤلاء السائقين قد جهزوا أنفسهم للحرب فلا يخلو سائق من عصا أو يد كريكو بجانبه

( الإحتياط واجب )

ان ما يغني هذا المهرجان هو مسرحيات التلطيش ومقاطع الإنفلات لدى سهو إحدى الأخوات و التسارع إلى السرفيس فيساعدها بعضهم بالدفع إلى السرفيس ( حتى تركب طبعاً ) و أحياناً يساعدوها بمظاهر أخرى أصبحنا نتميز بها

عن ماذا أتكلم ...عن مهرجان السرافيس الذي يقام يومياً بعنوان:

سائق السرفيس...حضارة وأخلاق واحترام