خارطة سورية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سوريا في العيون بقلم غزوانقهوجي

اذهب الى الأسفل

سوريا في العيون بقلم غزوانقهوجي Empty سوريا في العيون بقلم غزوانقهوجي

مُساهمة  master الأحد أغسطس 12, 2007 5:20 am

سورية في عيون المغتربين


هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول كاسة شاي وأنت تأكل الجبنة البيضاء البلدية ، وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة الغذاء الدسمة الى قيلولة غالية...

سورية هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة ، آلاف من السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع ان تدركها اوتفهم آلية عملها ولكنها في النهاية تعمل ، تمتزج ، تتحرك ، وتنفصل .

وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر، وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى يطفأها الفجر الذي يعلنه صوت الآذان...

سورية هي فيروز الصباح و سيرة الحب في ليل دمشقي طويل سورية ...

نشرة الأخباربين عشق الرجال وكره النساء ، هي السياسة التي ندمنها دون ان نتعاطها...

هي خوف صبية عائدة الى البيت في مساء متأخر ، هي حب مراهق لبنت الجيران، هي وجوهالناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها ، هي النميمة في صبحية نسوان ، و قعدة رجالية في مقهى بين طاولة الزهر وعبق الدخان...

سورية هي جلسة عشقناها حول بحرة في دار قديم تجمعنا قرقعة أركيلة وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء ، هي عدوى الضحك على طرفة بايخة تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان ولابالزمان...

سورية هي محجبة وسافرة تعيشان في بيت واحد ، وطبخة شاكرية على مائدة كريم دعا إليها كل الجيران ، مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على النعمة ويدعونه أن يحفظها من الزوال...

سورية هي نزعة طفل للتسرب الى الشارع واللعب مع أولاد الجيران ، هي رائحة الطبيخ تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء، وجلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة...

سورية هي الحارة والأصحاب ، المدرسة والطريق الذي تسكعناه مئات المرات ، هي الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها إخوة وأخوات ، هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التيتضاءلت ، هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي والأمل بلقاء في المستقبل قد لايكون...

سورية هي الحب القديم ، هي القلب الذي خفق في صدورناأول مرة ، هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرقة لذيذة ، هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر ، هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى واحتفظنا بها مجرد ذكريات. هي ضحك ، بكاء ، مئات الكلمات، أحاديث وصور تبعثرت في ذاكرتنا يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء..

سورية في عيون المقيمين .

سورية هي الجري ليلاًنهاراً فقط خلف الميكرو باصات حتى تجد سائقاً حنوناً يؤشر لك بيده (ع الواقف) فتقبل دون تفكير سورية هي خريطة الزيكزاك التي ترسمها لتعود إلى بيتك دون أن تمر من أمام السمان أو الخضرجي أو شلة زعران بتم الحارة سورية هي اللهاث خلف الماء المقطوعة..

والقبول بتقنين الكهرباء صيفاً ويأعطالها شتاءً...و الطابور اللامتناهي في مقاسم الهاتف لدفع فاتورة أو للسؤال عن خط طلبته منذ عشرات السنين..

سورية هي تتطنيش الازمات المؤقتة! المازوت و الغاز والبندورة و المرور و الحفريات و تجميل الساحات و لبنان والسعودية وفرنسا واتفاقية الغات....

سورية هي مخيم اليرموك و فلسطين للاجئين الفلسطينيين..

هي جرمانا وقدسيا وجديدة عرطوز..للاجئين العراقيين ..

هي المرجة و البحصة و السيدة زينب للحجاج الإيرانيين...

هي التل و مساكن برزة للمهجرين الصوماليين...

هي ملاهي الربوة و الزبداني و بلودان للأشقاء الخليجيين..

سورية هي أرض الله الواسعة لباقي السوريين...

سورية هي تجديفك بالطبيعة في كل دائرة حكومية وأمام كل شرطي مرور وفي خدمتك الإلزامية وفي كل خدمة إلزامية تقدمها للوطن بشكل طوعي من الطوابع و الرسوم ...

حتى عقد حلقات الدبكة في المسيرات و المناسبات الوطنية سورية هي برامج مدارات و الرابعة و العشرون و دائرة الحدث التي لا تنتهي على الفضائية وإن انتهت تبدأ على الأرضية سورية هي تشجيع الاستثمارات الأجنبية و السياحة العالمية و البطالة الوطنية سورية هي الموقف الوسط في كل شيء إلا في طبقات المجتمع فإما أن تملك فيلا بمسبح في الصبورة أو أن لا تملك أجرة آخر شهرين لغرفتك في دف الشوك سورية هي عشقي الأول و الأخير وهي وصيتي لأني ذاهب ورا الشمس

فأن كان الماغوط نفد لأنه قال (سأخون وطني )

أنا لن أنجو لأني خنته...

master
Admin

المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 12/08/2007
العمر : 41

https://syrianmap.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى