ثقافة ركوب السرفيس في سوريا

كنت واقفا بين الجموع ، مستعدا .. جدا .. فاي تقصير في التقدير .. يعني مزيدا من الانتظار .. وفي تلك البقعة يغيب القانون وتختفي الشرائع ولا تسمع الا عواء الذئاب تعلن شريعة الغاب ..




ومع الدقائق يزداد اللاعبون وتحتدم المنافسة .. بينما يتساوى المواطنين في حاجتهم الى دليل ارشاد " كاتلوك" يساعدهم على الانتصار في معركة التطور إلى مرحلة ما بعد الحمار ..



ما قبل التشغيل

قف باتجاه السير من الناحية التي يأتي منها "السرفيس" ( يفضل ان تكون في اليسار ) واختر الحلبات المكشوفة .. وباعد بين عينيك ( انتبه الا يصيبك حول الخصام ) فتبقي عين على الجهة التي يأتي منها "المكرو" والعين الثاني على الجمهور الذي يقف في الجهة الاخرى ..

تصرف بوصولية و اطلق رجلاك في الهواء بمجرد ان يصبح "المكرو " بمحاذاتك وكن حريصا ان تمسك بقبضة الباب .. وباليد الثانية حاول ان تبعد المنافسين ..

ضع في حساباتك الانتباه بان " السرفيس " قد يقف بعد مترين ( مثل البرامج الاصلاحية ) وقد يمضي دون ان يقف (مثل الوعود الحكومية) .. وعندها ستنتهي اللعبة وعليك تبدأ من جديد ..



تعليمات التشغيل و السلامة

يجب ان تسقط أي قضية تشغل بالك من فلسطين الى العراق مرورا بزيادة الرواتب والمحكمة الدولية .. وصولا الى "بوس الواوا"

سيكون مناسبا ترديد بعض الشعارات من قبيل : تسقط الحضارة .. تسقط الرفاهية .. تعيش وسائل النقل الجماعية .. ، واستخدم بعض من الكلمات التالية اذا اردت ممارسة حقك في حرية التعبير : وقف ما اخونا . . بعد يا حيوان .. اوعا يا ( ...اختر الصفة المناسبة ) ..

احرص على الا تحمل اية اوزان اضافية غير ضرورية ( لحمة ، فواكة ، ضمير .. ) ,, والافضل التسوق من المؤسسة الاستهلاكية في حيك ، خدمة للاغراض التنموية

شد وثاق حذائك جيدا وانتبه على الا يطير من قدمك ( مثل الراتب في اول الشهر ) في عدوك السريع ، واحذر في المقابل من "شي" حذاء طائر ..

تعلم من السياسيين واذا كان الفصل شتاء والجو ماطر .. ارفع سحاب "الجاكيت" الذي تلبس واجعله ملاصقا لجسمك ، وبهذا تفوت على أي منافس فرصة ان يجذبك منه الى الوراء ..

في المقابل استغل الاخطاء و لا تتردد في سحب أي منافس نسي ان يعمل بهذه التوصية (اذا كانت فتاة فاسحبها من شعرها) ..

حاول ان تـتفقد وانت "راكض" لعدة مرات الاغراض الثمينة التي تحملها كي لا تسقط منك .. اجرة السرفيس، ما تبقى من باكيت الدخان ، بعض ما تبقى من انسانيتك .. وطبعا رصيدك من الوحدات في هاتفك النقال ..

تذكر ان هذا الوضع مؤقت (مثل قانون الطوارئ) وما بعد الضيق (الذي ورثناه من ابائنا ) إلا الفرج ( في حالتنا السرفيس ) وسنورث خبراتنا هذه ( قيمة مضافة مع الضريبة ) لابنائنا انشاء الله..

تذكر ان القناعة كنز .. يمكنك ان تصرف منه مؤقتا وتركب تكسي اذا اقتنع صاحبه ان يوصلك بدون اجرة

تذكر اننا شعب مؤمن نترفع عن الحياة الدنيا ونعمل للخلاص في الآخرة .. حتى ولو جاءت أخرتنا تحت الدواليب..

تذكر ان مثل هذه الطقوس تزيد من التلاحم والتمازج والالتصاق وتصل بنا الى اكثر من ذلك في بعض الاحيان ( الجلوس فوق بعضنا البعض ) .. الله يزيد المحبة ويمنع عنا خطر الاختناق ..



وفي النهاية اذا فاتتك الفرصة فقل حسبي الله ونعم الوكيل وانتظر .. فلا بد يوما ان تنتصر.. وتتحقق وعود المسؤولين .. من سد الرمق الى تحرير فلسطين .. آمين